‏ طريقة الحصول على تأشيرة سياحية إلى فرنسا 2025 عن طريق الضمان من أقرباءك

 1. تمهيد

من بين التساؤلات الشائعة عند الراغبين في السفر إلى فرنسا بالتأشيرة القصيرة الأجل (شِنغن – السياحة أو زيارة خاصة) ما إذا كان بإمكان شخص من العائلة (أب، أخ، قريب مباشر) أن “يضمنك” ماديًا ليتم قبوله في طلب التأشيرة، حتى لو لم يكن لديك حساب بنكي أو دخل ثابت.

في هذه المقالة، سنحلل هذا الموضوع من وجهة النظر القانونية والإجرائية المعتمدة من قِبَل السلطات الفرنسية وأيضًا الإجراءات المتبعة للقنصليات والمراكز المعتمدة لاستقبال طلبات التأشيرة في الخارج، مع عرض لمتى يكون الضمان مسموحاً به، وما هي الوثائق المطلوبة، وما هي المخاطر التي قد تواجه المتقدم في حال لم تُقدم الوثائق بالشكل المناسب.

2. الخلفية القانونية: تأشيرة قصيرة الأجل لشِنغن وفرنسا

‏شروط التاشيرة السياحية فرنسا

2.1 تأشيرة شِنغن قصيرة الأجل

  • عند التقدّم لتأشيرة قصيرة الأجل إلى فرنسا (أقل من 90 يومًا) لغرض السياحة أو الزيارة الخاصة، يُطلب من المتقدمين إثبات عدة نقاط أساسية: جواز سفر صالح، تأمين صحي للسفر يغطي الطوارئ الطبية، إثبات غرض السفر (حجوزات الفنادق، تذاكر الطيران، أو خطاب دعوة)، وإثبات وجود “وسائل مالية كافية” لتغطية مصاريف الإقامة والعودة إلى بلد المنشأ.  
  • موقع France-Visas الرسمي يوضح أن على المتقدم إبراز “وسائل معيشية” كافية (نقدًا، شيكات سفر، بطاقات بنكية، أو ضمان مالي من شخص آخر) لتغطية مدة الإقامة المخططة والعودة.  
  • أيضًا، القبول في التأشيرة لا يضمن الدخول إلى فرنسا أو إلى منطقة الشنغن، إذ يمكن لشرطة الحدود أن تطلب إبراز الوثائق الداعمة عند الوصول.  

2.2 مبلغ الوسائل المادية المطلوبة

‏شروحات على السفر إلى جزيرة الكوك

  • تختلف التقديرات من دولة إلى أخرى، ولكن بعض المصادر تشير إلى أن فرنسا تتطلب ما يُقارب 120 يورو يوميًا إذا لم توجد حجز فندقي، أو ما يقارب 65 يورو يوميًا إذا كان هناك حجز في فندق، وأقل إذا كان هناك إقامة مؤمنة مسبقًا.  
  • من منظور الطلاب أو الإقامة الطويلة، الحد الأدنى الذي تحدده الحكومة الفرنسية كوسائل معيشية هو 615 يورو شهريًا بعد خصم الرسوم الدراسية أو تكاليف البرنامج، ويمكن ضمان هذا المبلغ من طرف كفيل مالي.  

3. ما هو “الضمان المالي” أو “sponsorship letter” أو “financial guarantor”?

3.1 التعريف والوظيفة

  • يُستخدم مصطلح “sponsorship letter” أو “lettre de prise en charge financière” أو “attestation de prise en charge financière” لوصف وثيقة يكتبها شخص (الكفيل أو الكفِيل المالي) يلتزم فيها بتحمّل جميع أو بعض التكاليف المالية للزائر أثناء فترة إقامته، مثل تذاكر السفر، الإقامة، الطعام، التنقل، التأمين الصحي، وأي نفقات غير متوقعة.  
  • الهدف من هذه الوثيقة هو إقناع السلطات الفرنسية أو سلطات التأشيرة في بلد الإقامة أن المتقدم لن يكون عبئًا ماليًا على الدولة أو قد يلجأ إلى الموارد العامة، بل إن شخصًا موثوقًا (عادة من العائلة أو من الأصدقاء المقيمين في أوروبا أو الذين لديهم دخل كافٍ) على استعداد لتحمّل هذه النفقات.  
  • غالبًا ما تكون مصحوبة بوثائق تدعم قدرة الكفِيل المالي على الوفاء بالتزامه، مثل كشوفات حسابات بنكية لآخر أشهر، أو شهادات دخل أو عقود عمل، أو في بعض الحالات عقد كفالة ماليّة بصيغة رسمية أو موثقة.  

3.2 من يمكن أن يكون الكفيل المالي؟

  • عادةً ما يُقبل أن يكون الكفيل من أقارب المتقدم (والديه، جدوده، أخواله أو أعمامه، أو أشخاص آخرين) بشرط أن يكون لديهم دخل ثابت أو حساب بنكي يُظهر القدرة على التمويل.  
  • ليس من الضروري أن يكون الكفِيل مقيمًا في فرنسا أو في منطقة شنغن دائمًا، لكن وجود كفيل مقيم في فرنسا قد يُسهّل العملية من حيث إقناع السلطات بواقعية الضمان المالي.  
  • في حالات القُبول الجامعي أو طلبات تأشيرة الطالب، يُطلب من الكفِيل أن يظهر التزامًا رسميًا بمبلغ شهري وتقديم كشوفات مصرفية كافية، ويُستحسن أن تكون هذه الوثائق موثقة (مثلاً مصدقة من كاتب عدل).  

4. هل فرنسا تقبل الضمان المالي من طرف شخص آخر عند تقديم طلب تأشيرة سياحية؟

الإجابة المختصرة: نعم، بشرط أن تتوفّر شروط الضمان المالي وأن يُقدّم بشكل متكامل وموثّق، ولا يُغني ذلك عن بقية الوثائق المطلوبة.

4.1 ما تقوله France-Visas

‏الموقع الرسمي للتقديم إلى التاشيرة

  • موقع France-Visas في صفحة “Tourist or Private Visit” يشير صراحة إلى أن أحد متطلبات التقديم هو “إثبات وسائل العيش الكافي” وأن الوسائل لا يُشترط أن تكون خاصة بالمتقدم، بل يمكن أن تكون “نقدًا أو بطاقات بنكية أو ضمان مالي من شخص آخر”.  
  • كما أن موقع France-Visas يُشير إلى أن من الوثائق المطلوبة “الدعم المادي” أو “الوسائل المالية” كوسيلة من وسائل إثبات القدرة على إكمال الرحلة والعودة.  

4.2 كيف تنظر السلطات الفرنسية أو القنصلية إلى هذا الضمان

لعلّ العوامل التالية تؤثر بشكل كبير على مدى قبول الضمان المالي من شخص آخر:

أ) قدرة الكفِيل المالي الفعلية

  • يجب أن يُظهر الكفِيل المالي أن لديه دخلًا ثابتًا أو موارد مالية كافية لتغطية نفقات الضمان. يتم ذلك غالبًا عبر تقديم كشوفات الحساب البنكي لآخر 3 إلى 6 أشهر، مع أن تكون هذه الحسابات تُظهر رصيدًا أو تدفقات مالية تُناسب تكلفة الرحلة والعيش.  
  • في بعض الحالات، خصوصًا للإقامة الطويلة أو الطلاب، يُطلب توقيع نموذج رسمي لكفالة مالية (financial guarantee form) من الكفِيل، ويُشترط أن يُرفق بكشوفات حساب موثوقة، وأحيانًا يكون من الأفضل أن تكون مصدقة من كاتب عدل.  
  • إذا كان الكفِيل مقيمًا في فرنسا أو في إحدى دول شنغن، فهذا يُضيف مصداقية إضافية، لأن السلطات ترى أن الدعم المالي سيكون “قريبًا عمليًا” وليس فقط وعدًا نظريًا.  

ب) علاقة المتقدم بالكفِيل

  • وجود علاقة أسرية مباشرة أو علاقة موثوقة بين المتقدم والكفِيل يُعتبر إيجابيًا ويُسهّل قبول الضمان. على سبيل المثال، إذا كان الأب أو الأم أو الأخ أو الأعمام أو الأجداد هم الكُفَلاء، وتُقدم الوثائق المناسبة، فإن السلطات تنظر إلى هذا بعين الاعتبار.  
  • أن تكون الوثائق مرتبطة بالعلاقة (نسخ من شهادات الميلاد أو إثبات القرابة، بيانات الاتصال، وربما إثبات أن الكفِيل كان دائمًا ما يقدم الدعم المالي أو المادي). في بعض الحالات، قد يُطلب من الكفِيل أن يُوقع على التزام قانوني أو أن يوفر ما يدل على استمرارية الدعم وليس مجرد وعد عرضي.

ج) مصاحبة الوثائق الرسمية الأخرى

  • الضمان المالي وحده لا يكفي. يجب أن يُرفق بمجموعة من الوثائق الأساسية المطلوبة في طلب التأشيرة، مثل:
    • تأمين صحي يغطي كل الطوارئ والمصاريف الطبية وعودة الترحيل في حالة الوفاة أو المرض.  
    • إثبات غرض الرحلة (حجوزات فنادق أو خطاب دعوة، خطة سفر واضحة، تذاكر الطيران ذهابًا وإيابًا).  
    • إثبات العودة إلى البلد الأصلي (روابط عائلية أو مهنية في بلد الإقامة)، وذلك لتقليل احتمال اعتبار المتقدم أنه قد يُفرّط في تأشيرة الشنغن ويقرر الإقامة بشكل غير قانوني.  
    • في بعض الحالات، قد يُطلب من المتقدم تقديم رسوم تأشيرة مدفوعة عند التقديم، وبيانات سفر كاملة، وغيرها من الوثائق التي يحددها موقع France-Visas أو القنصلية المعنية.  

د) القرارات المتعلقة بمخاطر الهجرة

  • حتى لو قُدّم ضمان مالي كافٍ، فإن القنصلية أو مركز التأشيرات قد يرفض الطلب إذا رأت أن المتقدم قد يشكّل خطرًا للهجرة أو البقاء غير القانوني، خصوصًا إذا لم تُقنع الوثائق بمعقولية العودة إلى البلد الأصلي أو إن كانت هنالك تناقضات في الملف أو نقص في الوثائق الأساسية الأخرى.  
  • تمتلك السلطات الحق النهائي في إصدار التأشيرة أو رفضها، حتى إذا استوفت جميع الشروط الشكلية، بناءً على تقديرها لمصداقية الوثائق ومدى احتمال التزام المتقدم بشروط التأشيرة.  

4.3 حالات عملية: الضمان من شخص آخر من العائلة

لو افترضنا السيناريو التالي:

  • ليس لديك حساب بنكي أو دخل ثابت أو وظيفة،
  • تقيم في المغرب، وتريد السفر إلى فرنسا بتأشيرة شِنغن قصيرة الأجل (سياحة أو زيارة خاصة)،
  • أحد أقاربك (أبوك أو أخوك أو عمّك أو شخص من العائلة) مستعد لأن يضمنك ماليًا.

فمن الممكن جدًا أن يتم قبول طلب التأشيرة في هذه الحالة، بشرط ما يلي:


  1. أن يكتب الكفِيل “رسالة ض­مان مالي” أو “lettre de prise en charge financière” واضحة وموقعة، ويُوضّح فيها مدة الإقامة، ونوعية التكاليف التي سيتكفل بها (السفر، الإقامة، الطعام، التنقل، التأمين، إلخ).
  2. أن تُرفق هذه الرسالة بوثائق مالية للكفِيل تُظهر قدرته الحقيقية على الدفع:
    • كشوفات حساب بنكي لآخر 3 إلى 6 أشهر، تُظهر أن الرصيد أو التدفقات المالية تُغطي تكلفة الضمان.
    • شهادة عمل، أو عقد شغل، أو مصدر دخل ثابت للكفِيل، إن أمكن، لدعم أن الضمان ليس مجرد وعدٍ نظري بل واقع مالي مستقر.
    • إن كان الضمان لفترة طويلة أو من أجل تأشيرة دراسة، يُستحسن أن تكون الوثائق موثقة، وقد يُطلب نموذجًا رسميًا لكفالة مالية أو “guarantee form”.
  1. أن تُقدّم الوثائق الأخرى المطلوبة:
    • حجز طيران ذهابًا وإيابًا، أو خطة سفر واقعية،
    • حجز فندقي أو خطاب دعوة من شخص يستضيفك في فرنسا، أو ما يُثبت مكان الإقامة أثناء رحلتك،
    • التأمين الصحي للسفر المعترف به من السلطات الفرنسية والشِنغن،
    • إثبات وسائل العيش الكافية أو الضمان المالي طوال فترة الإقامة، بما في ذلك رسوم التأشيرة وعودة الرحلة.
  2. أن تُقدّم أدوات مقنعة على أنك سترجع إلى بلدك الأصلي بعد انتهاء الرحلة: روابط عائلية أو مهنية أو دراسية في بلد الإقامة، أو مصدر من شأنه إظهار أن البقاء في فرنسا بشكل غير قانوني ليس خيارًا مطروحًا بجدية.

إذا تم استيفاء هذه الشروط، فإن احتمال قبول طلب التأشيرة في هذه الحالة يكون موجودًا، وقد تم تسجيل حالات في الواقع يحصل فيها الأشخاص الذين لا يملكون حسابًا بنكيًا أو دخلًا ثابتًا على تأشيرة سياحية بفضل كفِيل مالي من العائلة، بشرط أن الملف يكون متكاملاً ومقنعًا.

لكن بالطبع لا توجد ضمانة مطلقة، لأن القرار النهائي يعود للقنصلية أو مركز التأشيرات، ويُقيّم الملف من حيث مبدأ “المخاطر” و”المصداقية”.

5. كيف تُعد رسالة الضمان المالي بطريقة صحيحة

لكي تكون رسالة الضمان المالي مقبولة من قِبَل السلطات، يُستحسن أن تتضمّن العناصر التالية:

5.1 الهيكل والمحتوى المقترح


المقدم

    • اسم الكفِيل الكامل، تاريخ الميلاد، الجنسية، العنوان الدائم (يفضّل إذا كان في فرنسا أو في أوروبا، يُكتب العنوان كاملاً).
    • رقم الهاتف والبريد الإلكتروني إن أمكن.
    • صلة القرابة أو العلاقة بالمتقدم (مثلاً: “أنا فلان، والد/أخ/عم/خال المتقدم السيد/ة XXX”).
    • المستفيد.                                                  
    • اسم المتقدم الكامل، تاريخ الميلاد، رقم جواز السفر، عنوان الإقامة الحالي في المغرب أو البلد المعني.
    • صلة القرابة (مرة أخرى، لتأكيد العلاقة واستمراريتها).
    • غرض الرحلة.                                          
    • شرح مختصر للغرض من السفر إلى فرنسا (سياحة، زيارة عائلية، رؤية الأصدقاء، أو جمع بين سياحة وزيارات عائلية)، مع تحديد الفترة التقريبية للإقامة (على سبيل المثال: من 10 يونيو إلى 25 يونيو 2025).
    • توضيح أماكن الإقامة المتوقعة: “سأقيم في فندق من الدرجة المتوسطة في باريس/أو سأقيم في بيت شقيقي السيد/ة XXX في ليل/باريس…”
  1. الالتزامات المالية.                                               
    • بيان تفصيلي للالتزامات التي سيتحمّلها الكفِيل:
      • تذكرة ذهاب وعودة،
      • الإقامة (الفنادق أو السكن الخاص)،
      • التنقل داخل فرنسا أو أوروبا (القطارات أو الحافلات أو استئجار سيارة)،
      • المعيشة اليومية (الطعام، المشروبات، النشاطات الثقافية)،
      • التأمين الصحي للسفر إذا كان ذلك مطلوبًا أو مفقودًا من طرف المتقدم،
      • أي نفقات طارئة محتملة خلال فترة الإقامة (مثل زيارة طبيب أو حادث مؤقت).

    • يُستحسن تحديد مبلغ تقريبي لكل بند أو حد مالي إجمالي يُغطي جميع البنود: “أتعهد بتغطية نفقات المتقدم ما يصل إلى مبلغ إجمالي قدره X يورو، أو بحد أعلى يورو Y يوميًا طوال فترة الإقامة.”
  2. ضمان العودة.                                                   
    • يمكن أن يضيف الكفِيل جملة تفيد التزامه بأن المتقدم ملتزم بشروط التأشيرة، وأن الهدف من الزيارة هو مؤقت، وأن المتقدم لن يبقى في فرنسا بعد انتهاء فترة التأشيرة. الصياغة قد تكون: “أتعهد بأن السيد/ة XXX سيعود/تعود إلى بلده/بلدها بعد انتهاء فترة التأشيرة الممنوحة ولن يدّعي الإقامة في فرنسا بصورة غير قانونية.”
    • كما يُستحسن الإشارة إلى أن الكفِيل سيكون متاحًا للتواصل مع السلطات الفرنسية إذا لزم الأمر، وأنه يدرك مسؤولياته القانونية في حال التخلي عن الكفالة أو عدم الوفاء بها.
  3. المرفقات.                                                          
    • قوائم الوثائق المالية التي تُظهر قدرة الكفِيل المالي:
      • كشوفات الحساب البنكي لآخر 3–6 أشهر، بالأرقام الحقيقية والرصيد، ويفضل أن تكون باللغة الفرنسية أو الإنجليزية أو مترجمة ومصدقة إذا كانت بلغة أخرى.
      • شهادة دخل أو عقد عمل أو إيصال راتب يدل على القدرة المالية، إذا كان متوفّرًا.
      • نسخ من وثائق الهوية للكفِيل (جواز السفر أو بطاقة الإقامة أو الهوية الوطنية)، لإثبات الهوية.
      • كذلك، يمكن إرفاق أي وثائق داعمة أخرى مثل وثيقة ملكية عقار أو دخل من إيجار أو مدخرات ثابتة إن وجدت، لتعزيز مصداقية القدرة المالية.
  4. التوقيع والتاريخ.                                               
    • يجب أن يختم الكفِيل الرسالة بتوقيعه، مع كتابة التاريخ والمكان.
    • إذا كانت القنصلية تطلب ذلك، يمكن توثيق الرسالة – مثلاً بتوقيع كاتب عدل أو ختم رسمي، أو ترجمة مصدّقة إذا لزم الأمر.

5.2 بعض النصائح العملية

  • من الأفضل تصفح موقع France-Visas الرسمي والاطّلاع على متطلبات البلد الذي تُقدّم منه الطلب، لأن بعض القنصليات في المغرب أو بعض مراكز طلبات التأشيرة قد تطلب نماذج إضافية أو ترجمة إلى الفرنسية أو المصادقة.  
  • من المفيد جدًا إرفاق دليل إضافي على أن الكفِيل لا يقدم الضمان المالي فقط لفترة قصيرة، بل لديه موارد مستقرة، مثل أن تكون لديه وظيفة دائمة أو مصادر دخل شهري ثابتة، أو مدخرات تُظهِر استقرارًا ماليًا (وليس مجرد حساب بنكي به مبلغ صغير لمرة واحدة).
  • من الجدير بالملاحظة أن وجود الكفِيل مقيمًا في فرنسا أو في دولة شنغن يُعطي ميزة إضافية لملف التأشيرة من حيث المصداقية والقدرة على المتابعة والتزام الكفالة عمليًا، وليس فقط نظريًا.
  • ينبغي أن تُقدّم الوثائق الأخرى المطلوبة بشكل كامل: خطة السفر، حجز الطيران ذهابًا وإيابًا، التأمين الصحي للسفر، وإثبات العودة أو وجود روابط قوية مع بلد المنشأ، حتى يُنظر إلى الملف باعتباره متوازنًا ومكتملًا وليس جهة وحيدة تعتمد على الضمان المالي فقط.

6. المخاطر والملاحظات الهامة

6.1 عدم وجود ضمان كامل للنجاح

حتى مع تقديم ضمان مالي من الكفِيل، ليس هناك ضمان مطلق بأن التأشيرة ستُمنح. القرار النهائي بيد القنصلية أو مركز التأشيرات، ويُقيّم ملف المتقدم اعتمادًا على مجموعة من المعايير وليس فقط الجانب المالي. بعض المعايير التي يُنظر إليها:


  • مصدر وثبات الوسائل المالية: إذا بدت الوثائق ضعيفة أو غير مقنعة، قد تُرفض التأشيرة رغم وجود الضمان المالي.
  • مصداقية غرض السفر والخطة الزمنية للرحلة: إذا لم يكن هناك حجز طيران مناسب أو خطة إقامة واضحة، أو إذا بدت نية السفر غير جدية، فقد يُرفض الطلب.
  • مخاطر الهجرة أو البقاء غير القانوني: إذا رأت القنصلية أن المتقدم قد لا يعود إلى بلده بعد انتهاء فترة التأشيرة، خصوصًا إذا لم يُظهر وجود روابط قوية بالبلد الأصلي (عمل، دراسة، عقار، عائلة، إلخ)، فقد يُرفض الطلب حتى مع وجود ضمان مالي.
  • المصداقية العامة للملف: قد تُرفض التأشيرة إذا كانت هناك تناقضات في الوثائق، أو إذا كانت الوثائق غير متناسقة أو غير متوثقة كما ينبغي، أو إذا ظهرت علامات تُثير الشك في مصداقية الضمان المالي أو النية الحقيقية للسفر.

6.2 الضمان المالي لا يعفي من بقية المتطلبات

  • كما أشرنا، وجود ضمان مالي من شخص آخر لا يُلغي الحاجة إلى بقية الوثائق المالية والشخصية المطلوبة، ولا يُعفي من الحصول على تأمين صحي للسفر، ولا من إثبات حجز السفر والإقامة، أو إثبات نية العودة أو الروابط بالبلد الأصلي، أو من التسديد المدفوع لرسوم التأشيرة المطلوبة، أو من تقديم الطلب ضمن الإطار الزمني المطلوب (عادة ما يكون من 15 يوم إلى 6 أشهر قبل السفر).  
  • كما أنه لا يعني أن السلطات عند نقطة الدخول ستسكت بالتلقائي على دخولك، بل قد يُطلب منك عند وصولك إثبات الوسائل المالية وسلسلة الوثائق ذاتها، وقد تُرفض الدخول رغم وجود التأشيرة إذا لم تكن الوثائق المقترنة مقنعة عند الحدود.  

6.3 أهمية الدقة والمصداقية

  • من المهم جدًا أن تكون جميع الوثائق المقدّمة دقيقة وصحيحة ومصدّقة إذا كانت القنصليات تطلب مصادقة الوثائق الأجنبية، وأن تُترجم إلى اللغة المطلوبة (عادة الفرنسية أو الإنجليزية) إذا كانت الوثائق الأصلية بلغة أخرى.
  • الفبركة أو التزييف في الوثائق أو البيانات قد تُعرّض الطلب إلى الرفض الفوري، وقد تُسبب حظرًا من التقديم في المستقبل، لذلك الابتعاد عن أي محاولة لتقديم بيانات غير صحيحة أو مضللة.
  • من الأفضل أن تكون هناك خطة سفر واقعية ومقنعة، مع قدر من الحذر والتخطيط، وأن تُقدّم الوثائق الداعمة الأخرى التي تُظهر أن المتقدم يتعامل بجدية مع السفر والالتزام بالشروط، وليس فقط الاعتماد على الضمان المالي من طرف آخر.

6.4 حالات الرفض رغم وجود ضمان مالي

  • قُد تكون هناك حالات في الواقع تُرفض فيها التأشيرة حتى مع وجود ضمان مالي من الكفِيل، إذا رأت القنصلية أن المتقدم لا يملك بين يديه وسائل كافية لإقناعهم بأنه سيعود، أو إذا كانت الأوراق غير كاملة أو غير موثقة، أو إذا كانت خطة السفر غامضة أو غير موجودة أصلًا.
  • في بعض الحالات، قد تطلب القنصلية من الكفِيل المالي تقديم ضمان مالي مباشر أو رهن عقاري أو إيداع في حساب مضمون، أو قد تطلب أن تكون الكفالة موثّقة من كاتب عدل، وليس مجرد رسالة مكتوبة من الكفِيل.

7. خلاصة

في الختام، نعم، من الممكن أن يُقبل طلب تأشيرة سياحية إلى فرنسا إذا قُدّم ضمان مالي من طرف شخص آخر – مثل أحد أقاربك – حتى ولو لم تكن تملك حسابًا بنكيًا أو دخلًا ثابتًا. ولكن هذا الأمر مشروط بأن يكون الضمان المالي موثوقًا ومصدّرًا بشكل جيد ومدعمًا بوثائق مالية مقنعة للكفِيل، مصحوبًا بجميع الوثائق الأخرى المطلوبة في ملف التأشيرة بطريقة متكاملة ومقنعة


تعليقات